سونيته (بالإنجليزية: Sonnet) أو الأغنية القصيرة، مشتقة من الكلمة الإيطالية (بالإيطالية: sonetto)،[1] هي أحد أهم أشكال الشعر الغنائي الذي انتشر في أوروبا في العصور الوسطى وكتب فيها كبار الشعراء.[2] وتتألف من أربعة عشر بيتًا بأوزان وقواف معروفة وتركيب منطقي.[3] اهتمت السونيته بمعالجة بعض الموضوعات مثل الحب العفيف. تتميز السونيته بلغتها المكثفة وصورها البلاغية المؤثرة والتطلع إلى الكمال في صنعتها الشعرية، إضافة إلى إظهارها قدرة الشعر على التعبير عن دخائل النفس البشرية. تعود بدايات هذا اللون الفني إلى القرن الثالث عشر، مع شعر الغزلوالحب العذري الذي كان سائدًا لدى شعراء ملوك صقلية، وكان هؤلاء لا يزالون يحتفظون بطابع الثقافة العربية، على الرغم من انتهاء الحكم العربي في الجزيرة لصالح النورمنديين. ولعل هؤلاء الشعراء تأثروا بشعراء التروبادور في جنوب فرنسا، الذين تأثروا كثيرًا بشعراء الأندلس فيما يخص الشعر العموديوالموشحات والقافية الثلاثية. وبعد ذلك، انتشر السونيته في باقي أوروبا واصتبغ بصبغة ملحية، حيث ظهر السونيته الإيطالية أو البتراركية نسبة إلى الشاعر الإيطالي فرانشيسكو بترارك والسونيته الإنجليزية أو الشكسبيرية، نسبة إلى شكسبير.[4][5] قام فرانشيسكو بتراركا بتطوير هذا الجنس الأدبي في عمله ديوان الشعر الغنائي، الذي بدأه عام 1336.[6] وتنقسم السونيته البتراركية إلى قسمين: الأول من ثمانية أبيات، حيث تطرح المشكلة والسؤال؛ والثاني من ستة أبيات، حيث يتضمن حلول المشكلة أو الأجوبة على السؤال المطروح من خلال ما يسمى بالدور بالوزن الأحد عشري وضمن نظام محدد من القوافي.
دخلت السونيته الشعر الإنجليزي في عصر النهضة على يد توماس وياتوهنري هوارد اللذين اعتمدا أسلوب بترارك وعالجا الموضوعات باستخدام التقنية ذاتها.[7][8] قام هوارد بتقسيم السونيته الإنجليزية إلى ثلاث رباعيات ذات قافية مستقلة لكل منها، وبيتين أخيرين قدمان خلاصة ما سبق، بقافية واحدة مستقلة وبالوزن الخماسي اليامبي.[9] انتشر السونيته في إسبانياوالبرتغال، ثم إلى فرنسا في القرن السادس عشر بفضل ميلن دي سان جليهوكليمو مارو الذي أدخل عليها بعض التعديلات فحملت اسمه. وتتألف السونيته من مقطعين من أربعة أبيات لكل منهما، ومقطعين آخرين من ثلاثة لكل منهما. وقد استخدمها شعراء جماعة البلياد فكان جواشان دي بيليه أول من كتب سلسلة من السونيتات بلغة غير الإيطالية، وأدخل رونسار بعض التعديلات على نظام القوافي واعتمد الوزن الإثني عشري، ليصبح السائد في السونيته الفرنسية التي لاقت الإهمال لفترة طويلة، إلا أنها عادت إلى الحياة في شعر سانت بوفوفيكتور هوجووشارل بودليروستيفان مالارميه.