بايدن في مواجهة المظاهرات المساندة للفلسطينيين وترامب أمام عقبة ستورمي دانييلز

جامعات أمريكية مرموقة ككولومبيا، هارفارد، جامعة كاليفورنيا، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وغيرها... أصبحت مسرحا للاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الأسابيع الماضية.

وفي عدة حالات، نصب الطلاب مخيمات للمطالبة بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على الدولة العبرية. قبل أن تطردهم قوات الأمن التي اعتقلت ما يقرب من 3000 شخص.

ولئن عاد الهدوء النسبي إلى حرم الجامعات الأمريكية في الأيام الأخيرة، فإن منظمي المؤتمر الديمقراطي في شيكاغو هذا الصيف يحبسون أنفاسهم خشية احتمال تنظيم مظاهرات جديدة تزامنا مع المؤتمر، مما قد يعيد إلى الأذهان شبح أعمال العنف التي شهدها مؤتمر عام 1968.

شعار هؤلاء الشباب المحتجون هو "جو الإبادة الجماعية" في استهداف مباشر لبايدن ولدعم  الولايات المتحدة لإسرائيل. جو بايدن صرح في لقاء مع قناة سي إن إن في 9 مايو "رسالتهم وصلت".

المخاطر السياسية بالنسبة لبايدن كبيرة، ففي الجامعات أكد بعض الطلاب أنهم لن يعيدوا التصويت لصالح الحزب الديمقراطي في نوفمبر المقبل.علما بأن تصويت الشباب في عدة ولايات رئيسية كميشيغان أو بنسلفانيا، سيكون حاسما بالنسبة للمرشح الديمقراطي بايدن.

منافس بايدن السابق في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية بيرني ساندرز خاطب هؤلاء الشباب، خوفا من تداعيات هذه الحرب على المعسكر اليساري الذي قد يخسر هذه الانتخابات: "جو بايدن لا يترشح أمام الله أو أمام مرشح مثالي، إنه يترشح أمام شخص اسمه دونالد ترامب، أخطر رئيس في تاريخ هذه البلاد".

إدارة بايدن تتأرجح بين دعمها لحليف تاريخي تعرض إلى هجوم إرهابي، وبين ما يحدث اليوم للمدنيين الفلسطينيين الذين يدفعون ثمنا باهظا لهذه الحرب.

ولإثناء إسرائيل عن اجتياح رفح، منع جو بايدن تسليم آلاف القنابل لتل أبيب في أوائل شهر مايو/أيار في قرار غير مسبوق،  يبدو أنه لا يكفي لتهدئة غضب هذا الشباب ويعارضه أيضا الجمهوريون في الكونغرس الأمريكي، حتى أن البعض هدد بإطلاق إجراءات عزل بشأنه. دونالد ترامب قال إن "على كل يهودي يصوت لجو بايدن أن يخجل من نفسه..".

التضخم... مشكلة أخرى تقلق بايدن

جو بايدن يواجه معضلة أخرى وهي ضعف سجل حصيلته الاقتصادية لدى غالبية الأمريكيين بسبب التضخم. فوفقا لاستطلاع أجرته صحيفة فايننشال تايمز، فإن 58% من الأمريكيين غير راضيين عن طريقة إدارته للاقتصاد.

ورغم خطة التوظيف الكامل وانتعاش البورصة وجهود إدارة بايدن لنقل الإنتاج إلى المناطق المحرومة في الولايات المتحدة. إلا أن الارتفاع الكبير في الأسعار الذي شهدته البلاد في السنوات الأخيرة، خلال ولاية بايدن، دفعت باليمين إلى اختلاق مصطلح "بايدنفليشن". وهو مصطلح سيلاحقه طويلا رغم جهوده. 

ستورمي دانييلز تكشف كل شيء في شهادة مثيرة

شهادة الممثلة الإباحية السابقة ستورمي دانييلز خلال محاكمة ترامب كانت منتظرة بشدة بعد أن ادعت أنها أقامت علاقة جنسية مع الملياردير الشهير. ستورمي دانييلز روت خلال هذه المحاكمة في 7 مايو/أيار تفاصيل مثيرة للغاية.

وكان دونالد ترامب قد اتهم بشراء صمت هذه المرأة من خلال المرور بمحاميه، وتزوير عملية الدفع هذه التي بلغت قيمتها 130 ألف دولار في حساباته البنكية حتى يتفادى التشويش على حملته الرئاسية لعام 2016. النائب العام يحاول إثبات أنها نفقات حملة انتخابية غير قانونية.

في عام 2006، على هامش مقابلة غولف قصيرة أبلغ الحارس الشخصي لترامب ستورمي دانييلز بأن مديره يريد تناول العشاء معها، على حد قولها. قبل أن يستقبلها ترامب نجم تلفزيون الواقع، مرتديا "بيجامة من الحرير أو الساتان" في جناح الفندق الذي كان يقيم فيه. وتقول إنه بعد محادثة قصيرة وعدها خلالها بالظهور في برنامجه التلفزيوني "المتدرب"، ذهبت إلى الحمام وحين عادت وجدت دونالد ترامب عاريا على السرير.

وتقول "الرسالة كانت واضحة... شعرتُ كما لو فارق الدم يدي وقدمي... كما لو نهضت بسرعة كبيرة..".

علاقة جنسية رضائية نعم.. لكن كانت "غير المتوازنة" بالنسبة لها، وتمت بدون استخدام واق ذكري.

شهادة ستورمي دانييلز هذه، الصريحة للغاية، أزعجت كثيرا ترامب لدرجة أن القاضي طلب من محامي الرئيس السابق أن يطلب منه التوقف عن ازدراء ستورمي دانييلز.. واستمر ترامب في "السب بصوت مسموع". وكان القاضي قد هدد ترامب بالسجن لعدة مرات بسبب عدم توقفه عن مهاجمة الشهود وهيئة المحلفين.

شهادة أخرى أثارت غضب ترامب وهي شهادة محاميه السابق الذي أصبح عدوه اللدود، مايكل كوهين، والذي يحاكم منذ يوم الإثنين 12 مايو/أيار. والذي يدعي أن رب عمله السابق أعطاه الضوء الأخضر لدفع أموال لستورمي دانييلز وقال له: "بالتأكيد، افعل ذلك". "لا تقلق، سوف تسترد أموالك"، هذا ما زُعم أن دونالد ترامب وعده به، والذي دفع له ما يستحقه في العام التالي، بمجرد انتخابه رئيسا.

المحاكمة في قضية ستورمي دانييلز تقترب من نهايتها. وهناك احتمال إدانة جنائية أولى للرئيس السابق، والتي من المنتظر أن يستأنفها فورا. لكن في القضايا الجنائية الأخرى التي تستهدف ترامب، يبدو أن استراتيجية محاميه المتمثلة في كسب الوقت لتأجيل المحاكمات حتى تنظيم الانتخابات التي يأمل في الفوز بها تبدو استراتيجية ناجحة.

من سيحظى بمنصب نائب الرئيس؟

قبل بضعة أشهر، استعرضت قناة فرانس24 المرشحين المحتملين لمنصب نائب دونالد ترامب في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية. ومن بين هؤلاء حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية، كريستي نويم، التي فقدت من مصداقيتها إلى حد كبير. وقد أثارت غضب اليسار واليمين على حد سواء بعد أن روت، في كتاب عن سيرتها الذاتية كيف أطلقت النار على كلبها كريكيت، البالغ من العمر 14 شهرا، وقتلته، وقالت إنها كانت "تكرهه".

اقرأ أيضاالانتخابات الرئاسية الأمريكية: من سيشغل منصب نائب رئيس دونالد ترامب في حال فوزه؟

أما نيكي هايلي، المنافسة السابقة لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية هذا العام، فقد كانت موضوع مقال لاقى اهتماما كبيرا على موقع أكسيوس قالت إنه من المتوقع أن تترشح لمنصب نائبة الرئيس. ولكن ما قد يُعَد تحولا كبيرا في هذه الحملة ــ وضربة من العبقرية السياسية الرامية إلى إعادة الجمهوريين المعتدلين إلى معسكره ــ تم نفيه على الفور من قِبَل الشخص الرئيسي المعني في شبكة التواصل الاجتماعي الخاص به "تروث".

ويواصل دونالد ترامب التقدم في استطلاعات الرأي، على المستوى الوطني متقدما بـ 1.2 نقطة على جو بايدن وفقا لـ"رييل كلير بوليتيكس". وأيضا في الولايات الأساسية –المفتاحية: متقدما بـ 3.6 نقطة على منافسه الديمقراطي.