ميثاق القواعد المهنية والأخلاقيات لصحافيي فرانس ميديا موند

في هذه الأيام التي يسودها الحذر وانعدام الثقة والشك الشامل أو المثار عمدا، فإن مهنة الصحافة بحاجة أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى أصولها والتمسك بقواعدها الثابتة التي بنتها حجرا فوق حجر وتجربة تلو التجربة خلال أكثر من مئة سنة. حق الصحافي في البحث عن المعلومة ونشرها يرتكز على حق المواطن في الحصول على المعلومات، وهو حق أساسي في أي ديمقراطية، فالمواطن بحاجة لأن يكون على علم ويقين بما يجري حتى يستطيع أن يتصرف كمواطن وأن يشارك بشكل فعال في الحياة العامة.

لقد أحرزت الثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي وتطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إنجازات كثيرة في كثير من المجالات، إلا أن ضررها يكاد يساوي فوائدها في مجال إعلام المواطن. ولأنه من الضروري أن نفرق بين الصحافيين والمؤثرين وبين الإعلام والدعاية والبروبغندا، ولأن الشبه كبير بين الخبر الكاذب والخبر الصحيح، ولأن وسائل الغش أصبحت في متناول الجميع، فإنه من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نعيد التأكيد على تمسكنا بمبادئنا المهنية وأخلاقياتنا.

أول ميثاق لأخلاقيات المهنة صدر في فرنسا عام 1918. وميثاق فرانس ميديا موند حرر عام 2017. قرن يفصل بين النصين دون أي تناقض بينهما أو أي شائبة على التكامل والاستمرارية.

ويهدف هذا الميثاق إلى التذكير بالمبادئ الأساسية المتعلقة بالقواعد والأخلاقيات المهنية للصحافيين، مثل الاستقلالية والحرية والشفافية والتعددية فيما يخص الأخبار، وتعددية التعبير عن تيارات الفكر والرأي، وتمثيل التنوع البشري، وتمثيل النساء في برامج الأقسام المختلفة التي تصدر عن فرانس ميديا موند. ويهدف هذا الميثاق أيضا إلى جمع هذه المبادئ والقيم في وثيقة واحدة يتصرف على أساسها العاملون مع فرانس ميديا موند.

تمت صياغة هذا الميثاق بمشاركة الهيئات الإدارية لفرانس ميديا موند والهيئات التمثيلية للصحافيين (النقابات التمثيلية ورابطات الصحافيين)، كما تمت استشارة "اللجنة المعنية بالنزاهة والاستقلالية والتعددية للأخبار والبرامج" لصياغة هذا الميثاق.