قراءة في الصحافة العالمية
نشرت في:
ردود فعل الصحف اليوم كان بحجم الصدمة التي هزّت لبنان إثر اغتيال اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في جهاز الأمن الداخلي اللبناني. ردود فعل تعتبر هذه العملية رسالة سورية موجّهة لأعداء النظام السوري في لبنان وجريمة وظيفتها زرع الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة والعلويين. وفي الوقت الذي يتمّ الحديث عن استهداف إسرائيلي يهدّد السلم الأهلي في لبنان، تشير أصابع الإتهام إلى ضلوع وثيق للنظام السوري في عملية الإغتيال. وسام الحسن مهّم للشرق الأوسط فهو المفتاح إما لنقل أزمة سوريا إلى الإقليم أو لتدويل يغيّر جيوسياسة المنطقة برّمتها إضافة إلى أنّ ضرب رأس المعسكر السُني سيزعزع التعايش الطائفي الهشّ في لبنان.
إعلان
القدس العربي – لندن
جولة اليوم عبر الصحف نخصّصها لردود الفعل التي كانت بحجم الصدمة. صدمة هزّت لبنان أمس إثر اغتيال اللواء وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في جهاز الأمن الداخلي اللبناني. إنّه ألدّ أعداء سوريا يقول عبد الباري عطوان في افتتاحية القدس العربي، وتصفيته كنت بمثابة انتقام من هذا الرجل الذي تحدّى النظام السوري. الكاتب يجد في اغتياله رسالة سورية تحمل أكثر من معنى إلى أكثر من جهة. عطوان يعتقد أنّ إغتيال وسام الحسن هو عود الثقاب الذي يمكن أن يُشعل حرباً أهلية في بلد يعيش حالة استقطاب طائفي وسياسي غير مسبوقة.
السفير – لبنان
السفير اللبنانية تعبّر بدورها عن تشاؤم مفاده أنّ اغتيال وسام الحسن لن يكون عابراً وسينقل لبنان من حقبة انتظار الأسوأ إلى العيش في أسوأ المخاطر وأفدحها. اغتياله تقول السفير، أدخل لبنان إلى مجهول سياسي ومذهبي لا كوابح له ولا ضوابط. الصحيفة تستنتج أنّ وظيفة جريمة رجل الأمن الذي "كان يعرف أكثر مما يجب" هي وظيفة استدراج للفتن السنية-السنية والسنية-العلوية والسنية-الشيعية والمتضرّر الوحيد منها هو لبنان.
الأخبار – لبنان
"اغتيال الرجل القوّي" تعنون الأخبار اللبنانية صفحة غلافها وتصف وسام الحسن بالشهيد الذي تليق به الحياة. الأخبار تعرف أنّ له أعداء كثر. رأسه كان مطلوباً من دوائر عدّة لكنّه لم يكترث للخطر وظلّ ينادي عالياً بمبادئه. الصحيفة تتوقّف عند مقتطفات من حياة وشخصية هذا الرجل الذي كان مقّرباً من عائلة الحريري الأب والإبن كما اهتّم بملفّات في غاية التعقيد والخطورة.
الحياة– لندن
"اغتيال كاشف الاغتيالات" بهذا العنوان تفتتح الحياة اللندنية المانشيت. عنوان ربما يعبّر خير تعبير عن رمزية العجز السياسي والأمني في لبنان. كان صمام أمان كبير للبنانيين، تستنتج الصحيفة، بعد أن نقلت ردود فعل مندّدة لشخصيات سياسية لبنانية وعربية ودولية.
الخليج – الإمارات
وفي الوقت الذي توجّه أكثر من جهة أصابع الإتّهام إلى النظام السوري، تتساءل الخليج الإماراتية عن المستفيد الفعلي من تهديد السلم الأهلي في لبنان؟ الصحيفة تلّمح إلى إسرائيل كمستفيدة من مخطّط الفتنة والفوضى الذي، باعتقاد الخليج، لا يخدم إلاّ أهدافاً صهيونية ويكرّس مطامع القوى الكبرى في المنطقة.
الإندبندنت– بريطانيا
رأي الإندبندنت يبدو مخالفاً لرأي الخليج. الإندبندنت تتخوّف من علاقة سورية مباشرة في عملية اغتيال وسام الحسن وترى أنّ تداعيات العملية ستأخذ أبعاداً دولية بعد أن أخذت أبعاداً نفسية درامية. عملية أحيت في ذاكرة اللبنانيين جراح الحرب الأهلية وفظاعة تفجيراتها واغتيالاتها.
الغارديان – بريطانيا
أما الغارديان البريطانية فترى في العملية تطوّراً منطقياً لفائض الحرب السورية الطائفية. فائض بدأ يرشح إلى دول الجوار. قضية وزير الإعلام السابق ميشال سماحة المتّهم بنقل متفجّرات إلى الداخل اللبناني بهدف القيام بعمليات إرهابية ضد معارضي النظام السوري، قضية كانت بنظر الصحيفة، القطرة التي أفاضت الإناء خاصة بعد أن طالبت دمشق بالإفراج عن سماحة وإسقاط الدعوى. المجرمون كانوا ولزمن طويل جُزءاً من الجسم السياسي اللبناني، تستنتج الصحيفة مضيفة أنّ لبنان اليوم بات مكاناً شديد الخطورة من دون وسام الحسن.
واشنطن بوست – الولايات المتحدة
الواشنطن بوست الأميركية تطرح السؤال: لماذا وسام الحسن مهّم بالنسبة للشرق الأوسط؟ وتجيب بقلم Liz Sly أنّ الرجل كان عدوّاً لحزب الله لأنّه اشتهر بإصراره على إظهار الحقيقة حول عملية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وقاد التحقيق الذي أدّى إلى تورّط مزعوم لعناصر من حزب الله فيها. إنّه عدّو سوريا أيضاً تتابع الكاتبة مشيرة إلى أنّ وسام الحسن ساهم في اعتقال ميشال سماحة وكان في صدد التحقيق مع علي مملوك مدير مكتب الأمن القومي السوري وبثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بتهمة تورّطهما مع سماحة. الحسن، بنظر الكاتبة، كان سيلعب دوراً مهماً في مشهد إقليمي يضع حزب الله في قفص اتهام مساندته للنظام السوري. نظام، إذا ثبُت ضلوعه في جريمة الحسن، سيجد نفسه أمام تصعيد ينجم عنه تدويل نسبي لأزمة سوريا. تدويل سيكون له وقع جيوسياسي على دول الجوار السوري.
تشرين– سوريا
اللافت كان غياب عملية الإغتيال عن الصحف السوريةً. صحف مثل الثورة والوطن وتشرين صمتت عن سرد وقائع الإنفجار في بيروت في وقت توقفت صحيفة تشرين عند ما أسمته اعتراف سعد الحريري رئيس تيار المستقبل بدعمه المباشر للمجموعات الإرهابية المسلّحة في سوريا. سعد الحريري من جهته يتّهم نظام الأسد باغتيال وسام الحسن.
ليبراسيون– فرنسا
صفحة 9
ضرب رأس المعسكر السُني
الصحف الفرنسية ومنها ليبراسيون لم تولِ الخبر أهمية تحليلية واكتفت بسرد وقائع الحادث في صفحاتها الدولية ملّمحة في عنوانها إلى ضربة رأس المعسكر الُسني. تلميح يطرح أكثر من علامة إستفهام حول مستقبل التعايش الطائفي في لبنان.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك